من يحبط إغتيال الجيش والمواطنين
د.نسيب حطيط
يتحمل الجيش اللبناني مسؤولية حماية المواطنين والوطن،وتتحمل الدولة مسؤولية حمايته السياسية وتأمين مستلزماته،لكن في لبنان يعيش الجيش يتيما،فسلاحه (خردة)أميركية للإستعمال الداخلي وبعضه تبرعات من سوريا وغيرها،والباقي من قديم الزمان(الهوكرهنتر والميراج....)أما الإستشفاء للعسكريين وعائلاتهم في المستشفى العسكري الذي بني منذ الإنتداب الفرنسي ،ويفرض على العسكري اينما كان السفر إلى بيروت للإستشفاء، ومع كل هذا فإن الجيش اللبناني هو الجيش العربي الوحيد الذي لا يزال يطلق النار على العدو الإسرائيلي دفاعا عن لبنان.
يتهم الجيش اللبناني من الجميع ومن ثم يستنجدون به،لكنهم لا يبادرون لدعمه وتسليحه،وكأن اللاجئين السوريين المفترضين ،و أغلبهم من المسلحين أكثر حاجة للدعم والمساعدة من الجيش اللبناني.
لقد كشفت الأحداث السورية عورة أصحاب شعارات السيادة والإستقلال وعدم الدخول في المحاور وكذب دعم الجيش اللبناني، فلقد إستباحوا شمال لبنان بالمسلحين للتدخل في سوريا وعندما تحرك الجيش لحماية الحدود إستنكروا وحذروا من إنفراط الجيش ،وهذا ما قاله أمين عام المستقبل أحمد الحريري حيث قال (ما معنى دعوة الجيش اللبناني إلى أكروم ووادي خالد بناء لإشاعات تتحدث عن عناصر الجيش السوري الحر... ألا تؤدي هذه التصرفات إلى فرط الجيش اللبناني وتقسيمه؟!محاولا تكذيب الحقائق الميدانية عن تهريب السلاح والمسلحين ،والأسوأ أنه هدد بفرط الجيش وتقسيمه إذا منع (الغيتو)المفروض من أميركا وفرنسا كمنطقة آمنة لتجميع المسلحين ،وكان أحد النواب قد سبقه إلى تحذير الجيش من الإساءة أو الدخول إلى المناطق(السنية) واتهم عضو كتلة "المستقبل" معين المرعبي الجيش بالتخاذل وانه لا تفرق معه ارواح المواطنين وخاصة ارواح اهالي عكار ووادي خالد، وكأن الجيش لا دخل له بهذه المنطقة!!
إن شعار لبنان أولا قد سقط عندما تدخلت 14اذار في أحداث سوريا وأصبحت سوريا أولا ولبنان ثانيا في الإنفلات الأمني وامعانا في إغتيال الجيش الوطني يصرح النائب بطرس حرب قائلا(الجيش اللبناني ينقصه الكثير من التثقيف في عناصره وضباطه وأفراده)وكأن الجيش مجموعة من الجهلة أو الرعاع ينقصهم ثقافة أذارية ،جوهرها التبعية والإنتهازية وفق المثل الشعبي(من تجوز أمك ناديلو عمك)فالسياسيون اللبنانيون(كومبارس)القوة الحاكمة فإن تبدلت تغيرت مواقفهم مثل(دوار الشمس) يتبعون الحاكم الذي يؤمن مصالحهم لإعادة إنتخابهم أو توزيرهم.
الجيش اللبناني يتعرض للإغتيال لأنه المؤسسة الوحيدة التي لا زالت غير منقسمة ووطنية الأداء والعقيدة، وتؤمن بالعداء لإسرائيل والدفاع عن لبنان،المؤسسة التي تحمي السلم الأهلي وتمنع حروب الزواريب والفتن المذهبية،المؤسسة التي تحمي المظاهرات السلمية ومباريات كرة القدم و أي نشاط لبناني،فإذا إنهارت أو قسمت كما حدث في العام1975سينهار لبنان من جديد ،وتعود الحرب الأهلية ومشروع التقسيم الذي هزم قبل ثلاثين عاما ليعود مع الربيع العربي الزائف الذي يصالح إسلاميوه الجدد إسرائيل ويطلون على شاشاتها وإذاعاتها،والإسلام المصالح لإسرائيل غير جدير بأن يزهر في العالم العربي وصولا إلى لبنان إذا كانت ثورة الأرز الموهومة رائدا له لفتح أبواب الأوطان للمحتلين والمستعمرين.
على القوى السياسية والمؤسسات الرسمية أن تحمي الجيش ليستطيع حمايتها وحماية المواطنين الذين يغتالون كل يوم مرة بمعيشتهم أو بالكهرباء أو بالحد الأدنى للأجور أو بالصحة أو بالعملاء والجواسيس أو الفساد والنهب المنظم المكشوف والمستور.
تسارع الأجهزة الأمنية لحماية الشخصيات السياسية الحقيقية أو الوهمية ،ولا يسارع المسؤولون لحماية جيشهم من الإفتراءات والتخوين بتنفيذه الأوامر السورية ،لأنه يداهم تجمعات المسلحين الذين يخربون في سوريا بإيعاز غربي بحجة الأصلاح والديمقراطية ،فلينظروا إلى مصر وليبيا وعدد القتلى والجرحى والحرائق والمعتقلين ،ففي ليبياتمتلئ سجون الثوار بأنصار القذافي كما امتلأت سجونه بأعداد الثوار والوطنيين وأولهم الإمام الصدر ورفيقيه.
الجيش يتعرض للإغتيال مقدمة لإغتيال الوطن والسلم الأهلي... فهل من يبادر لحماية الجيش من المتطاولين أو الضالين.